إن محطة الفضاء الدولية تعتبر من أهم المشروعات العلمية في الفضاء، وبدأ إطلاق أجزائها
وتجميعها عام 1998م لأول مرة، وفي هذا المقال سنتعرف على محطة الفضاء الدولية وأين توجد؟! وكيف تبدو الحياة فيها؟!
أين توجد محطة الفضاء الدولية ؟
توجد محطة الفضاء الدولية على بعد حوالي 400 كيلومتر عن الأرض، وهي محطـة مأهولة تدور
حول الأرض؛ حيث تستغرق الدورة الكاملة لها حول الأرض حوالي 92 دقيقة، بسرعة تفوق 27600 كيلومتر / الساعة.

لمن محطة الفضاء الدولية وما هو الهدف منها؟!
إن محطة الفضاء الدولية مشروع مشترك بين العديد من وكالات الفضاء، وهي وكالة
الفضـاء(الأمريكية، والأوروبية، الروسية، واليابانية، وكذلك الكندية- NASA, Roscosmos, JAXA, ESA, and CSA).
والهدف من محطة الفضاء الدولية هو إنشاء معمل خاص الهدف منه هو القيام بالعديد من
التجارب الفيزيائية والبيولوجية، وكذلك التجارب الفلكية في بيئة خالية من الجاذبية الأرضية، ولا
يوجد أنسب من الفضاء لإجراء تلك التجارب، والجدير بالذكر أن محطة الفضاء الدولية هي
المحطة التاسعة التي بناها الإنسان في الفضـاء.

كيف تبدو الحياة داخل محطة الفضاء الدولية؟
تم الإنتهاء من تركيب محطة الفضاء الدوليـة في عام 2000م، وتتسع لفريق مكون من 6 أفراد
كحد أقصى من رواد الفضاء، وكما هو معروف أن الجاذبية تكاد تكون معدومة داخل المحطة،
فكيف تبدو الحياة داخل تلك المحطة؟ وكيف يقضي رواد الفضـاء حياتهم فيها؟
هناك العديد من المشاكل التي يواجهها رواد الفضاء؛ ليتمكنوا من مواصلة حياتهم بشكل
طبيعي داخل محطة الفضاء الدوليـة.

المشاكل التي تواجه رواد الفضاء:
المشكلة الأولى وهي عبارة عن توفير البيئة المناسبة للعيش داخل محطة الفضاء الدولية لفترة طويلة، مثل توفير: (الهواء، والأكسجين، الماء، درجة الحرارة المناسبة، وعملية التخلص من الفضلات).
واستطاعوا أن يجدوا حلول مناسبة لتلك المشاكل، فالأكسجين يتم تخزينه داخل خزانات مخصصة؛ ليتم استخدامه داخل المحطة
بالإضافة إلى غاز النيتروجين الذي يكون باقي الهواء؛ للمحافظة على نسب الغازات كما هي موجودة على الأرض، والجدير بالذكر أنه داخل المحطة يوجد نظام توليد أكسيجن احتياطي تم اختراعه من قبل الروس ليتم استخدامه في المحطة؛ وذلك في حالات الطوارئ.

ويوجد داخل المحطة فلاتر كيميائية متخصصة، تقوم بتخليص الهواء من ثاني أكسيد الكربون السام الناتج عن عملية التنفس، ويوجد أجهزة متخصصة تقوم بتكثيف الرطوبة في الهواء؛ لتصبح كالماء ليتم استخدامها مرة أخرى.
كما يوجد العديد من ألواح الطاقة الشمسية؛ تعتمد عليها المحطة لتوليد الطاقة الكهربائية؛ عن طريق استخدامها وتخزينها في بطاريات خاصة أثناء تواجد ضوء الشمس في المحطة، ويتم استخدام تلك البطاريات في حالات الطوارئ مثل كسوف الشمس.
أما الحصول على درجة حرارة مناسبة داخل المحطة، فيوجد أجهزة إلكترونية عملاقة مخصصة لتوليد الكثير من الحرارة، حيث أن متوسط درجة الحرارة في الفضاء حوالي 10 درجات سيليزيوس؛ مما يجعل الجو بارد في الفضاء.

الحياة في محطة الفضاء بدون جاذبية:
الحياة داخل محطة الفضاء تكاد تكون معدومة من الجاذبية الأرضية، لذلك قاموا بتصميم أجهزة متعددة ومختلفة للاستخدامات اليومية لرواد الفضاء، حيث يوجد لهم أدوات خاصة للنظافة، وكذلك أنواع خاصة من الشامبو لا تسبب الرغوة.
بالإضافة لوجود مراحيض خاصة ذات قوة شفط عالية؛ لتتمكن من شفط الفضلات.
لمشاهدة المزيد: من داخل محطـة الفضـاء الدولية-(فيديو)
أما الطعام؛ فهناك خيارات متعددة للطعام؛ حيث أن كل الطعام يكون مجهز مسبقاً ومعقم، كما أنه مجفف حتى لا يتطلب حفظه في الثلاجة، و يوجد الكثير من الأطعمة مثل: الخضروات والفواكه، بالإضافة للحلويات.
والجدير بالذكر أن محل “بيتزا هت” قام بإرسال بيتزا كبيرة جداً لرواد الفضاء داخل المحطة.
الرياضة داخل محطة الفضاء الدولية :
قامت وكالة ناسا بتصميم أدوات رياضية مخصصة لرواد الفضاء؛ لا تحتاج لأوزان أو جاذبية، وتؤدي نفس المهمة في الفضاء؛ لأنه يجب على رواد الفضاء ممارسة الرياضة يومياً لمدة ساعتين وإلا فإن عضلاتهم ستضمر وتحدث لهم العديد من التغيرات.
والجدير بالذكر أن أطوال رواد الفضاء تزداد قليلاً في الفضاء؛ وذلك بسبب إعادة توزيع الماء داخل الجسم، و يزداد تركيز الماء في الغضاريف الفقرية؛ مما يؤدي لزيادة حجمها؛ الأمر الذي يؤدي لزيادة أطوالهم.

النوم في الفضاء:
وبسبب قلة الجاذبية في الفضاء، فإن النوم في الفضاء يكون في أي وضعية مثل الوقوف؛ ويوجد أسرة مخصصة صُممت لتحافظ على رائد الفضاء وهو نائم؛ حتى لا يطفو في المحطة وهو نائم.

لقراءة المزيد من المقالات السابقة: القمم الأعلى ارتفاعاً في العالم، وكم يبلغ ارتفاعها؟
جزيرة سقطرى (جزيرة النعيم) من أجمل وأغرب المناطق في العالم!