في الحياة اليومية عند شراء الحاجات والمستلزمات الحياتية أو عند إجراء بعض المعاملات نقوم بدفع النقود الورقية على اختلاف قيمتها.
قد يتساءل البعض كيف وصلت لنا هذه النقود؟ وهل هي واحدة منذ القدم؟ ومن هي أول دولة قامت بإصدار هذه النقود؟
إن هذه النقود قديماً تغيرت كثيراً عن صورتها الحالية، في قيمتها، فإن قيمتها لم تكن لنفسها بل في تعامل الناس بها.
وفي هذا المقال سوف نعرض حقيقة هذه النقود وكيف أصبحت بصورتها الحالية.
النقود الورقية
إن السبب في ظهور هذه النقود يرجع إلى المشاكل المتعلقة في تكلفة تخزين ونقل النقود السلعية مثل الذهب.
في بداية اكتشاف هذه النقود واستخدامها بديل النقود السلعية كانت بمثابة وعد من الجهة المصدرة بتحويلها إلى نقود سلعية وقت الحاجة.
وبعد أن تطور هذه النقود أصبحت قيمتها مستمدة من ضمان الحكومات المصدرة لها وأصبحت تُسمى النقود القانونية.
وتؤكد الدراسات أن الصين هي أول بلد طبع هذه العملة الورقية وكانت بدايتها بين التجار اللذين كانوا يواجهون صعوبة في التعامل بالنقود السلعية.
فكان التعامل بالنقود السلعية له العديد من السلبيات منها:
- الوزن الثقيل والقيمة العالية لهذه السلع.
- صعوبة في النقل: ففي النقود الحالية تستطيع إنفاق الكثير من الأموال دون الحاجة لحملها في محفظتك ولكن الأمر يختلف مع العملات المعدنية.
- الأمن: كانت العملات القديمة عرضة للسرقة والضياع وكان أمر حمايتها يُشكل عبء على حاملها.

مراحل تطورها
وصلت النقود في أوروبا في القرن الرابع عشر، وتطور استخدامها في القرن التاسع عشر.
ووصلت إلى أمريكا في عام 1660 وكان في مستعمرة خليج ماسشوتس.
كانت في بدايتها قائمة على معيار الذهب والفضة أو مزيج من الاثنين، فكانت هي وسيلة للاحتفاظ بالذهب والفضة.
فكان من الممكن حسب معيار الذهب والفضة استبدال الأوراق النقدية في البنك بقيمة مساوية من الذهب والفضة حسب سعر صرف تحدده الحكومة.
تم العمل وفق معيار الذهب والفضة في الولايات المتحدة الأمريكية وفقا لاتفاقية بريتون ووذر حيث حددت هذه الاتفاقية أسعار صرف ثابتة.
وفي عام 1971 أوقف الرئيس الأمريكي نيسكون العمل بهذا النظام.

قيمة النقود الورقية
إن هذه العملات لا تحمل قيمة ذاتية بل قيمتها في النظام البشري الذي يستخدمها فهي مجرد أوراق ما لم يتم استخدامها.
وعملت الولايات المتحدة بنظام العملات الورقية أي أن الأوراق ليس لها قيمة في جوهرها ولا ترتبط العملة بأي سلعة أخرى.
إن استبدال نظام النقود بنظام آخر مستبعد في المستقبل القريب وذلك لأن نظام مقايضة سلع وخدمات بسلع وخدمات أخرى له سلبيات كثيرة.
ولكن في حال استبدال عملة بعملة أخرى سيحتاج الناس إلى فترة من الزمن لاستبدال العملة الجديدة بالقديمة.

هذه كانت بعض المعلومات عن حقيقة العملات الورقية وكيف تطورت وأصبحت في صورتها الحالية.
إقرأ المزيد: