بسبب التغير المناخي؛ فإن مساحات المسطحات المائية ستزداد والأراضي القابلة للزراعة ستقل.. أين سنزرع إذن؟
بسبب التغير المناخي والزحف العمراني؛ تقلصت مساحة الأراضي الزراعية، فأصبحت مهنة الزراعة في خطر حقيقي.
فقام غطاسون إيطاليون يأخذون احتياطاتهم من الآن، ويبدأون بتجربة الزراعة تحت البحر في خطوة غير مسبوقة،
وتمكنوا من زراعة أول حديقة بحرية في العالم على عمق 22 قدم أو ما يعادل 6 أمتار تحت مستوى البحر،
مما يعتبر بالعمق الكافي لتلقي أشعة الشمس والضوء الكافية لعملية البناء الضوئي؛ حتى تنمو النباتات.

محاصيل حديقة نيمو:
وتحتوي حديقة نيمو على العديد من النباتات المتنوعة مثل: (الريحان، والطماطم، والفراولة، والصبار، والنعناع، والمردقوش،
والسوس، بالإضافة إلى الملفوف، والخس، والبازيلاء، والفاصوليا الخضراء، والحمص، والثوم أيضاً)، والكثير الكثير من النباتات المتنوعة.


بداية المشروع:
وهذا المشروع قد بدأ من 6 سنوات تقريباً، في منطقة ليغوريا الإيطالية،
ثم توسع وأصبح بعد ذلك في 6 مناطق أخرى (خيم زراعية بحرية) تحتوي على أكثر من 700 نبتة مختلفة،
وأحد هذه المزارع مزرعة نيمو التي تقع على 6 أمتار تحت مستوى البحر، في منطقة نولي في إيطاليا،
والتي بدأها سيرجيو جامبيريني وجياني فونتانيزي.

مؤسس ومنسق مزرعة نيمو:
قال “جياني فونتانيزي” (منسق مزرعة نيمو): المستقبل سيكون صعباً، ومانفعله الأن هو محاولة أمر جديد لم يجريه أحد من
قبل، والهدف من هذه المحاولة: هو إيجاد بيئة بديلة للزراعة التقليدية، كما أنه لا يوجد حشرات أو طفيليات،
وهذا يعني أننا لسنا بحاجة لاستخدام المبيدات الحشرية على النباتات”
أضاف إلى ذلك: ” لدينا درجة حرارة مثالية، ورطوبة عالية بما أننا تحت الماء، لذا لاحظنا أن النباتات تنمو بشكل سريع جداً، خاصة في البداية”.
كما قال -مؤسس مزرعة نيمو- سيرجيو جامبيريني: العديد من الباحثين قالوا:
إنه مع تغير المناخ ستكبر مساحات المحيطات والمسطحات المائية، وستكون هناك أماكن أقل يمكن زراعة المحاصيل فيها،
وقد يستطيع الناس إيجاد بديل، إلا أن ذلك الوضع سيكون بالغ الصعوبة في ذلك الوقت”.


التحديات التي واجهتهم:
واجه الإيطاليان تحديات تقنية عديدة، تتعلق بوصول أشعة الشمس لهذه النباتات تحت الماء،
ومواجهة العواصف البحرية والأمواج، بالإضافة إلى تحديات تشريعية تتعلق بالالتزام بقوانين البيئة الإيطالية،
والتي تمنع إحداث أي تغيير في البيئة البحرية.
فكان التحدي الأول في كيفية إيجاد دفيئة تحت الماء، تكون قوية وقادرة على الصمود أمام العواصف البحرية،
وتحتفظ بدرجة الحرارة المناسبة للزراعة، ومستوى الرطوبة ونسبة التبخر الكافية داخل الدفيئة؛
فكشف الغواصين عن تقنية جديدة تساعدهم على الزراعة تحت الماء، فاستخدموا زجاج الأكريليك الصلب مع هيكل فولاذي،
وقاموا بتصميم دفيئات نصف دائرية بعرض 6 أقدام وارتفاع 3 أقدام، وتم تثبيتها بمسامير يمكن إزالتها، ولكنها قوية بالشكل
الكافي الذي يضمن استقرارها، وتأرجحها في ذات الوقت عند ارتطامها بالأمواج، كما أنهم أضافوا ضوء اصطناعي من صمام
ثنائي لتوصيل الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح من على اليابسة، إلى الدفيئات البحرية لتغذيتها بماء الري عبر أنابيب بشكل
حلزوني مزدوج.

سبب تسمية حديقة نيمو بهذا الاسم:
يحمل هذا المشروع اسم (حديقة نيمو- Nemo’s Garden)
وتم تسميته بهذا الاسم اقتباساً من الشخصية الكرتونية الشهيرة السمكة نيمو.

عائدات المشروع:
على الرغم من أن هذا المشروع مكلف جداً، إلا أنه لا يعود بالربح على أصحابه، وقد تبدو هذه الفكرة بلا جدوى،
إلا أنها تتوخى بالدرجة الأولى توعية الناس عن أهمية الزراعة، وأن الإنسان لا يمكنه الاستغناء عن ممارستها في أي زمان ومكان، مهما تقلصت مساحة الأراضي الصالحة للزراعة.
صور مختلفة من حديقة نيمو:



لقرءاة المزيدة من المقالات: جزيرة سقطرى (جزيرة النعيم) من أجمل وأغرب المناطق في العالم!