الشاي الذي اجتمعت عليه كل الناس على محبته وشربه فهو على كل مائدة، لكن هل تعرفون أصل المشروب الأكثر
رواجاً حول العالم ذلك المشروب الذي اتفق على شربه الكبير والصغير، والأغنياء والفقراء، العرب والأجانب.
إن لهذا المشروب مذاقات مختلفة وطرق تحضير متنوعة فبعضهم يفضله شاي بالنعناع، أو القرفة، أو يشربونه
أخضر وغيرها من المذقات الرائعة.
نقدم لكم نبذة عن أصل الشاي وانتشاره في أوروبا وبريطانيا والعالم العربي.

قصة اكتشاف الشاي:
وفقًا للأسطورة، بدأت قصة الشاي في الصين في عام 2737 قبل الميلاد عندما كان الإمبراطور الصيني شين نونغ
جالسًا أسفل شجرة بينما يقوم خادمه بغلي المياه للشرب، فجأة طارت بعض أوراق الشجرة في الماء.
قرر شين نونغ -وهو طبيب أعشاب مشهور -تجربة السائل الناتج عن طريق الخطأ؛ حيث كانت الشجرة من
فصيلة الكاميليا، وكان الشراب الناتج هو ما نسميه الآن شاي.
من المستحيل معرفة ما إذا كانت هذه القصة الحقيقة للشاي أو غيرها، ولكن من المؤكد أنه تم اكتشافه في الصين وأنطلق منها إلى الغرب. تم العثور على حاويات للشاي في المقابر التي تعود إلى عهد أسرة هان (206 ق.م. -220 م) ولكن أصبح الشاي راسخًا كمشروب وطني للصين تحت حكم أسرة تانغ (618-906 م).
أصبح الشاي من المشروب المفضلة عند الصينين، والدليل على ذلك أنه خلال أواخر القرن الثامن، كتب كاتب يدعى “لو يو” أول كتاب عن “شاي” أو “تشا تشينغ” بعد ذلك بفترة وجيزة، تم تقديمه لأول مرة إلى اليابان من قبل الرهبان البوذيين اليابانيين الذين سافروا إلى الصين للدراسة.

الشاي في أوروبا:
وصل في وقت متأخر إلى أوروبا، تقريباً في النصف الأخير من القرن السادس عشر، قيل إن من أوصله إلى أوروبا معظمهم من البرتغاليين الذين كانوا يعيشون في الشرق كتجار ومبشرين.
لكن على الرغم من أن بعض هؤلاء الأفراد قد أعادوا عينات من الشاي إلى وطنهم الأم، فلم يكن البرتغاليون هم أول من قاموا بشحنه كواردات تجارية، بل الهولنديين، الذين بدأوا في السنوات الأخيرة من القرن السادس عشر في التعدي على طرق التجارة البرتغالية في الشرق.
بحلول نهاية القرن، أنشأوا مركزًا تجاريًا في جزيرة جاوة، وقد تم شحن أول شحنة شاي من الصين إلى هولندا في عام 1606.
سرعان ما أصبح الشاي مشروبًا عصريًا بين الهولنديين، وانتشر من هناك إلى بلدان أخرى في أوروبا الغربية، لكن بسبب سعره المرتفع ظل مشروبًا للأثرياء.

في بريطانيا وجذوره:
بريطانيا، التي كانت دائمًا لا تهوى الصرعات الموضة الموجودة في القارة الأوروبية، لم تصبح بعد أمة من يشربون الشاي كما هي اليوم. منذ عام 1600، كانت شركة الهند الشرقية البريطانية تحتكر استيراد البضائع من خارج أوروبا، ومن المحتمل أن البحارة على السفن هم من أحضروا الشاي لمنازلهم كهدايا.
لكن أول إشارة مؤرخة للشاي في هذا البلد هي من إعلان في إحدى جرائد لندن تدعى ” Mercurius Politicus” في سبتمبر عام 1658؛ حيث أعلنت أن مشروب الصين، الذي يطلق عليه الصينيون ” تشا” معروض للبيع في مقهى “Sweeting’s Rents” في المدينة.
تم إنشاء أول مقهى في لندن في عام 1652، وأشار هذا الإعلان إلى أن الشاي كان لا يزال غير مألوف إلى حد ما لمعظم القراء، لذلك نفترض أن الشراب كان لا يزال يثير الفضول.
كان زواج تشارلز الثاني من كاترين براغانزا بمثابة نقطة تحول في تاريخ الشاي في بريطانيا؛ حيث كانت أميرة برتغالية، ومدمنة للشاي، وكان حبها للمشروب هو الذي أسس للشاي ليصبح كمشروب عصري أولاً في القصر، ثم بين الطبقات الغنية ككل.
واستفادت من ذلك شركة الهند الشرقية، وبدأت الشركة في استيراده إلى بريطانيا؛ حيث قدمت طلبها الأول عام 1664 لشحن 100 رطل من الشاي الصيني من جاوا.

الشاي في العالم العربي:
لم يذكر أن الشاي عرف عند العرب في الجاهلية أو في الإسلام أو في عصور الخلافة الأموية أو العباسية، ولم يذكر تاريخ محدد لدخول الشاي إلى العرب، يقال إنه دخل إلى العالم العربي في القرن التاسع عشر في نفس وقت انتشاره في الأناضول وتركيا.
أما في المغرب فقد اشتهر الشاي (الأتاي) في القرن الثامن عشر، بعد أن قام المبعوثون الأوروبيون بتقديم الهدايا للسلطان العلوي من أجل إطلاق سراح أسراهم، وكانت من ضمن هذه الهدايا أكياس شاي وسكر.
أصبح العرب من المستهلكين الأوائل للشاي في العالم العربي، على اختلاف طرق إعداده من دول إلى أخري.

أشهر أنواعه:
- شاي الأسود.
- شاي الأخضر.
- شاي الألونج.
- شاي الأبيض.
- شاي بيكو من الصين.
- شاي المستدق.

يبقى الشاي على اختلاف اشكاله وألوانه المفضل عند الجميع، إذا سافرت إلى دول مثل: بريطانيا، وتركيا، والمغرب وغيرهم ستجد بأنه متوفر بكثرة مع اختلاف المذاق وطريقة التحضير والتقديم.
اقرأ المزيد:
هل تعلم ماذا يحدث لو تناولت عصير الليمون كل يوم لمدة 7 أيام؟
قصة نجاح شوكولاتة مارس التي بدأت بقطعة واحدة!
تعرف على الصين | أهم 10 أنواع الشاي في الصين و منافعها الصحية