الساعة البيولوجية لها الأثر الأكبر في اختلاف نظام نومنا حيث أن في كثير من الأوقات نعاني من اختلال في نظام نومنا، فقد نشعر بالنعاس في أوقات وبالقلق في أوقات أخرى، واختلاف في ساعة النوم وكل ذلك يرجع لاختلاف في الساعة البيولوجية، وعلى اختلاف أسباب عدم انتظام النوم فإنها في النهاية ترجع بسبب الاختلاف فيها، ويكون لهذا الاختلاف أثر على صحة الجسم، وفي هذا المقال سنتعرف على مفهومها ومدى تأثيرها على صحة الجسم.
ما هي الساعة البيولوجية؟
مفهوم ينتشر بشكل كبير بين الناس، فهو يدل على نظام موجود في جسم الانسان وأجسام الكائنات الحية الأخرى وبعد تجارب كثيرة اُجريت تبين أن مكانها في مخ الإنسان في النواة، وهي المسؤولة عن نشاطك اليومي لدورة 24 ساعة وما يتبعها من تغيرات سلوكية وجسدية وعقلية، حيث تتكون من البروتينات والتي تتفاعل مع مختلف خلايا الجسم.

كيفية عمل الساعة البيولوجية
تعمل الغدة الصنوبرية وهي غدة مخروطية الشكل توجد خلف منطقة تحت المهاد على إنتاج هرمون الميلاتونين وهو المسؤول عن النوم، ويوجد علاقة طردية بين النوم وهذا الهرمون بحيث كلما زاد إنتاجه زادت الرغبة في النوم والعكس كذلك، وتعمل هذه الساعة حسب نمط التعرض للضوء والظلام، وتتغير عند حدوث تغير في هذه الأنماط مما يتسبب في الكثير من المشاكل الصحية.
وظائف الساعة البيولوجية والعوامل التي تؤثر بها
إنها مسؤولة عن التحكم في الكثير من وظائف الجسم منها:
- النوم والاستيقاظ.
- درجة حرارة الجسم.
- تحرير الهرمونات.
- عمليات الهضم.
- مناعة الجسم.
- نسبة السوائل في الجسم.
- وظائف حيوية أخرى.
العوامل التي تؤثر في الساعة البيولوجية
يوجد الكثير من العوامل والأسباب التي تؤثر فيها وتُحدث خلل وتؤدي إلى اختلال في النظام اليومي للإنسان.
تغيير موعد النوم
عندما تقوم بتغير موعد نومك بحيث تنام نهاراً وتستيقظ ليلاً، فإنها تقوم بتعديل نفسها لتتأقلم مع هذا النظام مما يجعلك تشعر بالنعاس نهاراً واليقظة ليلاً، وهذا التغيير يسبب العديد من الاضطرابات.

السفر
عندما يسافر الإنسان إلى بعض الدول فإن التوقيت الزمني يختلف عن التوقيت الزمني في دولته، مما يتسبب في حدوث خلل في الساعة ولكن بعد مرور فترة يعتاد الجسم على فرق التوقيت.

النوم في أماكن مضيئة
النوم في الأماكن المضيئة والأصوات المرتفعة من العوامل التي تؤثر في عملها وتُحدث اضطراب.

المرض
إن الإصابة ببعض الأمراض قد يسبب اضطراب في نظام النوم ومن هذه الأمراض الخرف والاكتئاب الحاد والتعرض لضربة على الرأس حيث أن تناول الأدوية لعلاج هذه الأمراض يحدث اضطراب في عمل الساعة.

تناول أصناف معينة من الطعام
إن تناول الأطعمة الغنية بالكافيين مثل مشروبات الطاقة والشوكولاتة وأيضاً اللحوم الحمراء والأطعمة ذات التوابل الكثيرة والأطعمة جاهزة الصنع جميعها تؤثر في عملها وتسبب اضطراب فيه.
الأطعمة الغنية بالدهون وذلك لأنها تُسبب خلل في إفراز بعض الإنزيمات والمواد الكيميائية وبالتالي تؤثر في الساعة.

نصائح لضبط الساعة البيولوجية
علينا الالتزام ببعض الأمور حتى نحافظ على توازنها وتجنب المشاكل والاضطرابات التي تحدث بسبب خلل في عملها.
النوم في غرف مظلمة
عليك الابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن التي فيها إضاءة عند الرغبة في النوم، حيث إنه عند النوم في الظلام يتحفز الجسم على إفراز هرمون الميلاتونين وينتج عنه الرغبة في النوم.
تحديد عدد ساعات للنوم
على الإنسان أن يحدد عدد الساعات التي يرغب في نومها كل ليلة، فمثلاً قد يحتاج البعض إلى 6 ساعات وقد يحتاج آخرين أكثر من ذلك، ولكن أمر تحديد الساعات هام جداً وليس المهم عدد الساعات ولكن المهم هو أمر التحديد بذاته.

تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين قبل النوم بأربع ساعات على الأقل مثل المشروبات الغازية والقهوة والشاي.

تجنب ممارسة الرياضة قبل النوم بمدة ساعتين لأنها تعمل على إبقائك يقظاً.

تناول الوجبات الخفيفة قبل النوم وتجنب الأطعمة الحارة والثقيلة في ساعات متأخرة من الليل.

تأثير الساعة البيولوجية على صحة الجسم
بالتأكيد عند حدوث خلل بها فإن ذلك سيؤدي إلى حدوث اضطرابات على جسم الإنسان والتسبب في بعض الأمراض ومن الأمراض الناتجة عنها:
السكري
إن النوم لساعات طويلة أو قصيرة للغاية يزيد من احتمالية إصابة الأشخاص بمرض السكري من النوع الثاني، وأثبت دراسات أن من يستغرق أقل من 6 ساعات أو أكثر من 8 ساعات ليلاً تزيد فرصة إصابته بالسكري.
ذاكرة المدى القصير
كما ذكرنا سابقاً أن هذه الساعة تؤثر في دروة النوم عن طريق التحكم بأجزاء مختلفة في المخ من خلال تنظيم إفراز الناقلات العصبية وعدم حدوث خلل بها فإن ذلك يؤدي زيادة إفراز الناقل العصبي الرئيسي ويتسبب في مشاكل للذاكرة وحدوث ما يسمى بذاكرة المدى القصير أي عدم القدرة على الاحتفاظ بمعلومات جديدة.
زيادة الوزن أو فقدانه
عدم النوم لساعات كافية يؤثر على مستويات هرمونات التمثيل الغذائي والتي تنظم الجوع والشبع وأيضاً تعمل على تقليل إنتاج بروتين “ليبتين” وهو المسؤول عن إخبار العقل بعدم الحاجة لمزيد من الطعام.
إن الجسم يعتاد سريعاً على نظام حياة معين وعند حدوث تغيير في هذا النظام يتسبب في الكثير من المشاكل والاضطرابات للجسم، فعلينا أن نحاول الانتظام بنمط حياة معين حتى نتجنب هذه الاضطرابات والمشاكل.
إقرأ المزيد: