الدموع في اعتقاد الكثير من الناس أنها عامل ضعف في الشخصية وأن الأشخاص اللذين يبكون دائماً هما أشخاص ضعيفي الشخصية، ولكن البكاء يكون نتيجة ضغط وعندما يبكي الإنسان فإنه يشعر بالراحة لأنه تخلص من العواطف السلبية المكبوتة بداخله، وغير ذلك فإن الدموع التي تنزل عند البكاء لها فوائد للصحة، فلذلك لا ينبغي لأي شخص أن يكتم بكاؤه حتى يُظهر نفسه أنه أقوى بل بالعكس عليه أن يتخلص من جميع عواطفه السلبية، والرمي بها خارجه حتى يستطيع العيش بسعادة وراحة، وفي هذا المقال سنتناول الدموع وأهميتها وأنواعها.
هل سبق أن بكيت بحرقة وشعرت أن هذه الدموع هي نقطة ضعف لك لكنك في الوقت نفسه تخلصت كل المشاعر السيئة والمكبوتة بداخلك
ما هي الدموع؟
هو عبارة عن سائل من أحد السوائل الجسمية، وتحدث نتيجة عمليات إنتاج وافراء لتنظيف العين، حيث أن بعض العواطف مثل الحزن أو الفرح الشديد أو الإثارة قد تؤدي إلى البكاء، كما أن التثاؤب يُسبب الدموع، وعملية إراقتها تكون من خلال إصدار عقل الإنسان أمر للعين بإفراز الدموع عندما يتعرض الإنسان لموقف لا يستطيع تحمله كي يعبر عن مدى تأثره بهذا الموقف وليست بالضرورة أن تعبر دائماً عن الحزن.

أنواع الدموع
تختلف أنواعها وذلك اعتماداً على الاختلافات الكيميائية بينها فتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
العاطفية: وهي التي تكون بسبب عواطف قوية كالحزن أو الفرح الشديد وعندما يشعر الإنسان بالإجهاد أو الإحباط.
الأساسية: وهي التي تفرزها الغدة الدمعية بشكل دائم وهي ضرورية لحماية العين من الإصابات البكتيرية والحفاظ عليها رطبة.
اللاإرادية: تكون بشكل لاإرادي تفرزها العين لحماية نفسها من الجسيمات الغريبة والمهيجات، مثل البصل والدخان والضوء المفاجئ فتفرزها العين للتخلص من هذه الجسميات.

فوائد الدموع
قد لا يجد البعض أن هناك فائدة من البكاء، وما هو إلا ضعف في الشخصية ولكن هناك الكثير من الفوائد للبكاء منها:
تخفيف التوتر
عندما يشعر الإنسان بالحزن أو الكآبة أو يكون تحت أي ضغط عصبي، فإن يُحدث خلل في الجسم بحيث تتراكم في الجسم المواد الكيميائية ولكن البكاء يحد من ذلك وأثبتت دراسات أن الإنسان الذي يبكي في المواقف العصيبة يكون لديه مستويات أقل من الاكتئاب، حيث أن السماح للدموع بالنزول يحفز إنتاج هرمونات الغدة الكظرية والتي تقلل من تعب الجسم وإجهاده.
تحسين الرؤية
كما ذكرنا سابقاً أنها تعمل على الحفاظ على رطوبة العين وتمنع جفاف الأغشية المخاطية، فإن ذلك يساعد على رؤية أفضل وأكثر وضوح.
تخفف التوتر وتحسن النفسية
عندما يبكي الإنسان فإنه يشعر بالراحة، لأنه يفرغ الكبت الذي بداخله وهذا من شأنه أن يخفف من اكتئابه ويعد علاجاً نفسياً له، حيث أنه عندما يبكي الإنسان يفرز الجسم هرمونات الإندورفينات والإكستوسين وهذه الهرمونات تساعد في التخفيف من الشعور بالألم والكآبة.
التخلص من السموم
إن جميع أنواعها تساعد في التخلص من السموم، سواء كانت أساسية فإنها تساعد في التخلص من الجراثيم، واللاإرادية بسبب التخلص من الأجسام الغربية كالأتربة، والعاطفية أيضاً للتخلص من القلق أو التوتر.
محاربة البكتيريا
الدموع تعمل على إفراز إنزيم الليزوزيم وهو مضاد للبكتيريا.
الحفاظ على الصحة العامة
خاصةً العاطفية منها، حيث أنها تحتوي على 24 في المئة من بروتين الألبومين الزائد عن حاجة الجسم، وبالتالي يتم الحفاظ على تنظيم التمثيل الغذائي في الجسم، بالإضافة إلى ذلك فإن البكاء يساعد في الوقاية من بعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة والتي من الممكن أن يُصاب بها الإنسان نتيجة الإجهاد.
مقاومة مهيجات العين
عندما تقوم بتقطيع البصل فإنك عينيك تدمع بشكل تلقائي وذلك لأن البصل يحتوي إنزيمات معينة تعمل على تهيج العين وأيضاً عند دخول الأتربة فيها فإنها تدمع، فهذا النوع من البكاء يكون لحماية العين وغسلها وطرد الجزيئات الغريبة منها.

أضرار كبت الدموع
ذكرنا في الأعلى فوائدها وماذا يحدث عندما نطلق سراحها لتُذرف، في المقابل سنذكر ماذا يحدث عند كبتها.
- زيادة الضغط والإجهاد.
- الإصابة بتعب جسدي كالصداع وضيق النفس.
في النهاية، إن البكاء ليس ضعفاً ولا عيباً، بل بالعكس فله فوائد وكبته له أضرار، ولذلك عليك البكاء في أي وقت تشعر فيه بحاجتك له.
إقرأ المزيد: