الحطيب قرية في اليمن، وهي قرية الاستثنائية والوحيدة التي لا تسقط عليها الأمطار، وذلك بسبب وقوعها فوق مستوى السحاب حيث أن السحاب تُمطر من تحتها، وهي قرية بسيطة وعلى رغم من ذلك فإنها تمتلك إطلالة ساحرة بديعة لأنها تقع على سفح جبل مرتفع جداً تستطيع من خلالها رؤية لوحات ربانية غاية في الجمال والابداع، فهي من أجمل القرى اليمنية، حيث تم إضافتها إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2002 في تجمع ما بين الثقافة والطبيعة وهي موقع له قيمة عالمية استثنائية وهي من أهم المعالم الأثرية والسياحية في اليمن، وهي القرية الوحيدة التي لا تمطر عليها السماء أبداً، وفي هذا المقال سوف نعرض لماذا لا تسقط الأمطار على حطيب وما هي مزاياها.
ما هي قرية الحطيب؟
هي إحدى القرى اليمنية التي تقع شرق منطقة الحراز التابعة لمديرية “مناخة” إلى الغرب من العاصمة اليمنية صنعاء، وهي القرية التي توجد في أحضان السحاب، حيث تقع في أعالي قمم الجبال الشاهقة مما أكسبها رونقاً جمالياً، ويصل ارتفاعها إلى 3200 متر فوق سطح الأرض، وتتميز بأنها منطقة جبلية يوجد بها العديد من القرى وتحيطها أسوار عالية، ولا يتجاوز عدد سكانها 400 فرد وهم من طائفة البهرة أو “المكارمة” وهم طائفة شيعة يتزعمها محمد برهان الدين والذي يزور القرية كل 3 سنوات وقد بُنيت القرية في عام 439-459 هجري.

لماذا لا تسقط الأمطار على الحطيب؟
إن وجودها في أعلى قمة جبلية في العالم جعل منها القرية الوحيدة التي لا تمطر عليها السماء أبداً، حيث تم بناءها على سفح جبلي مرتفع جداً مما جعل السحب تجري وتمطر من تحتها، فهي تقع فوق السحاب، وعلى الرغم من ارتفاعها الشاهق إلا أنها تتمتع بمناخ دافئ ومعتدل، حيث يكون الجو بارد جداً في الصباح الباكر ولكن يتحول إلى دافئ وممتع مع شروق الشمس.

أهم ما يميز الحطيب اليمنية؟
اُشتهرت منذ القدم بإنتاج أفضل وأجود أنواع البن اليمني، حيث يتم زرع أشجار البُن في وديانها وتسقى من أنهارها، وتحتوي هذه القرية على أكثر من خمسة مساجد والعديد من الفنادق والمطاعم السياحية، بالإضافة إلى مستشفى مزود بكافة الوسائل الطبية ويوجد بها بوابتي حراسة وحدائق ومنتزهات، وجميع من يزورها يرغب في رؤية حصونها التاريخية ومن أهم حصونها التاريخية:
مزار حاتم محيي الدين في الحطيب
وهو من أهم معالم القرية وهو تابع لطائفة البهرة الإسماعلية، حيث كان يُدرس فيه طلاباً من البهرة، ويقع هذا الحصن في رأس الجبل ويتوافد عشرات الآلاف كل عام من أتباع البهرة لزيارة مزار حاتم محيي الدين وهذا التوافد يزيد من حركة البيع والشراء ويعمل على انتعاش اقتصادي عند أهل قرية الحطيب والمكارمة، ويتم استهلاك الكثير من البضائع المتنوعة ويزيد أيضاً من حركة الشركات المؤجرة للسيارات التي تعمل على نقل القادمين إلى حراز من صنعاء.

الحطيب وسكانها من البهرة؟
هم طائفة تتبع للإسماعلية عاشوا في مصر في فترة الدولة الفاطمية ومع انتهاء العصر الفاطمي هاجروا إلى الهند ثم هاجروا مرة أخرى إلى اليمن، ولم يتأقلموا مع أهل اليمن فذهبوا إلى الجبال وكونوا قرية على جبال حراز وهي القرية التي تناولناها في هذا المقال، وكانوا يرفضوا إقامة أحد غريب في قريتهم، فإذا لم تكن منهم لا يمكنك إلا زيارة القرية بعض ساعات كسياحة دون المبيت، والبهرة في اللغة الهندية تعني التاجر، وسُمي أهل هذه القرية بهذا الاسم بسبب انشغالهم بالتجارة حيث أنهم عُرفوا منذ القدم بزراعة وإنتاج البُن كما ذكرنا سابقاً، ومن عاداتهم في اللبس أنهم لا يرغبون بالملابس ذات اللون الأسود فهم يعتقدون أنها مصدر شؤم لهم وتجلب الحزن، حيث ترتدي رجالهم الطواقي البيضاء دائماً بينما ترتدي نسائهم زي من قطعتين مع خمار ملون ولا يقومون بتغطية وجه النساء إلا المتزوجات منهم.
إن صورة هذه القرية وهي التي تعلو السحاب صورة خيالية قد تعتقد للوهلة الأولى أنها من أحد الأفلام أو الروايات ولكنها صورة حقيقة، صورة ساحرة لقرية يمينية معلقة في قمم الجبال.
إقرأ المزيد: